ذات الرداء الأسود
حَضَرْتُ عزاء زوجها
جئت فقط لأراها لا لأعزيها في وفاه أقرب الناس لقلبها
لا لم يكن قريباً منها
أعلم أنها لا تشعر بحبي لها
ولكني أستشيط غضباً حين أتخيل أنها قد تكون محبه له
مُغرقه في حبه
أو في أحضانه
لا أستطيع حتى أن أتخيل هذا
لم يكونا متحابين
نعم لعلهما كانا زوجين فاترين لا يؤجج الحب حياتهما
ربما كان يسيء معاملتها فبغضته
ربما سعدت بوفاته وسوف تفتح ذراعيها لي حين ترى كم أحبها وكيف أحسن معاملتها
كنت أُجن لرؤيتها كل صباح وهي تجمع الورود الحمراء من حديقه منزلها
تخرج بملابس أنيقه رغم أنها جالسه بالبيت إلا أنها تأبى إلا أن تكون جميله في كل وقت وكل حين
تثني ركبتيها لتقطع بسكين صغير الورود الحمراء لون شفتيها
ثم تجمعهم بين أصابعها الرقيقه وتنقلهم إلى مزهريه شفافه اللون
كم هي رقيقه لمساتها!
ها أنا أقترب من مكان العزاء،
لا أعلم أحداً هنا إلا هي
ما عساي أجيب إن سُئلت عن هويتي؟
فلأقل كنت مع الزوج بالعمل، فلن يخرج من تابوته ليكذبني
هاهي، تتشح بالسواد
جميله كعادتها حتى والحزن يخيمها
ترتدي فستاناً أسوداً يكشف عن بعض ساقيها
تخبيء عينيها الجميلتين بنظاره سوداء تخفي عني ما تشعر به تجاه زوجها
ذهبت إليها لأعزيها
أو هكذا تظن هي
بل ذهبت لأرى حقيقه ما وراء النظاره السوداء
حزن أم لا مبالاه
اقتربت منها
صافحتها وأنا أكذب عليها وأحكي قصصاً طويله عن علاقتي بزوجها الراحل فقط لأطيل النظر إلى عينيها
استمعت لكلماتي الكاذبه بل وأنصتت لكل ما أقول ولم تتمالك نفسها من البكاء
نعم بكت وتألمت وكادت تصرخ تأثراً من قصتي الكاذبه معه
تذكّرَته وانتحبت
تأثرت لفقدانه
رأته كما كان طيب الأثر معها
قتلتني دمعاتها الحزينه وحزنها عليه
وجدتني أبادلها البكاء بالبكاء
هي تظنني أبكي عليه كما فعلت
ولا تعلم أني أبكي على وفاه الأمل بداخلي أن تحبني يوماً!