وكفى بالعناق نعمه!( من كتاباتي)

أتذكر أول فتاه علّمتنى العناق
وهل نتعلم كيف نعانق؟
أليس العناق أمراً يسيراً يتعلمه الإنسان بالفطره؟
لا، بل العناق أنواع، منهم من يعانقك عناقاً فاتراً وربما يقبلك على وجنتيك بما يوحى بالحميميه وهو أبعد ما يكون عنها، إنه مظهراً إجتماعياً لا غير، أتُرانى أقابله وأسلم عليه دون أن أعانقه؟ياله من مجتمع مأخوذ بالمظاهر
ومنهم من يحبك حقاً، ربما أكثر مما تحب أنت نفسك ولكنه لم يتعلم العناق فيعانقك عناقاً شكلياً ويقبلك قبله فاتره وأما فى قلبه بحراً كبيراً من الحب يتسع للعاشقين، ولكن لا يصلك قطره من هذا البحر! لماذا؟ لأن العناق كان شكلياً مثل النوع الأول من العناق ولكن شتان ما بين القلبين
ومنهم من يعانقك عناقاً أخاذاً، قوياً، محتوياً لكل جسدك، يأخذ منك أنفاسك
أول فتاه عانقتنى مثل هذا العناق كنت لا أعرفها، كان اللقاء الأول بيننا عند صديقة منذ ما يقرب من عشرين عاماً، كانت مسلمه باكستانيه شيعيه، أحببتها بالرغم من اختلافاتنا، لم أعلم عنها شيئا سوى أنها علمتنى العناق! لم أختلف معها ولم أجادلها مثل صديقتى الجزائريه السُنيّه التى أخذت تناقشها فى المسائل الدينيه، أما أنا وإن كنت أختلف معها فقد كنت تحت تأثير سحر العناق، وجدتنى أبحث لها عن مخرج، ألتمس لها كل عذر لأخرجها من ذلك المأذق الذى وُضِعت فيه
أتعجب من نفسى، لماذا كنت أساندها؟
عفواً لقد علمتنى العناق 
اذهبوا لمن تحبون وعانقوهم عناقاً حقيقياً، عناقاً يملك الجسد، ضمّوهم لصدوركم، ربّتوا على أكتافهم ، لامسوا قلوبهم بهذا العناق فلعل العناق يوصل المحبه، إن كنتم لا تجيدون التعبير عن حبكم بالكلام، فكفى بالعناق نعمه 

Paragraph

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *