قصة المظلة القديمة
قالت لي صديقة:
يعجبني كتابك وتشجيع البنات على الاهتمام بمنازلهن ، ولكني أختلف معك في موضوع التخلص من الكراكيب
سألتها لماذا؟
قالت لي : سأحكي لك موقفاً حدث معي شخصياً ، أنا كنت أمتلك ”مظلة“ منذ أكثر من عشرين عاماً ، وبالطبع حالياً في مصر لا نستخدم المظلات ، ولكني لم أرد أن أتخلص منها على مدار العشرين عاماً على الرغم من عدم استخدامي لها ، وقلت لنفسي لعلي أستخدمها يوماً ما
وبالفعل انتُدب إبني للعمل في دولة أوروبية وكان بحاجة لمظلة ، فحمدت ربي أني لم أتخلص من تلك المظلة على مدار العشرين عاماً
بالطبع يتكرر هذ الموقف معنا دوماً ، ولكن دعوني أسألكم :
هل لو تخلصت تلك الصديقة منذ عشرين عاماً من تلك المظلة ، وتفاجئت بسفر ابنها ، فماذا عساها أن تفعل وقتها؟
على أسوأ الظروف سوف يقوم الابن بشراء مظلة جديدة من تلك الدولة الأوروبية بالقليل من اليورو لأن سعرها ليس مرتفع في الدول الأوروبية
فهل يستحق الأمر بالفعل أن أقوم بتخزين غرضٍ ما لمدة عشرين عاماً تحت بند ” لعلي أحتاجه يوماً ما “
لا تكمن المشكلة في ذلك الغرض على الأخص ولكن المشكلة الأكبر في أننا نحتفظ بالمئات من مثل تلك الأغراض تحت نفس البند ” لعلي أحتاجه“ قد يصادف غرضاً أو اثنين بالفعل ستحتاجه ،، ولكن باقي تلك الأغراض لن تحتاجها مطلقاً .. لذلك سيكون من الظالم لك ولبيتك أن تملئه بهذا الكم من الكراكيب بدون فائدة
فلتجرب أن تتخلص من كل ما لا تحتاج ، ثم تعالى قص لي كيف ترى بيتك الآن !
بيتاً أنيقاً هادئاً مريحاً تتمكن من الوصول لأي غرض فيه بسهولة ،تشعر فيه براحة وهدوء وسكينة