الأيدي الصغيرة

الأيدي الصغيره 👐
لمن يعرفني ويعرف شغفي بالطبخ، يعلم أني أقدم في مدرسه أبنائي دروس طبخ للأطفال، هذا هو عامي الثالث
كل عام يتم تقسيم الدرس على يومين، يوم للصغار من أولى ابتدائي لرابعه ابتدائي واليوم الثاني من خامسه ابتدائي لإعداديه
هذا العام فيما يبدو سيتم اقتصار النشاط على الصغار فقط لقله عدد المتقدمين في الكبار، ولا أخفيكم سراً، أسعدني هذا الأمر 
ثمه سحر في التدريس للصغار يجذبني، ظللت أفكر لماذا يسعدني التدريس للصغار في حين أني قد أقدم نفس الدرس للكبار، إلى أن توصلت للسبب، إنها الأيدي الصغيره 👐، شعور جميل يغمرني عندما أشعر بأن امرؤ بحاجة إلىّ، الطفل الصغير لا يستطيع الامساك بالمضرب الكهربائى جيداً، يحتاج لي بأن أطوّق ذراعيه وأساعده، لا يستطيع أن “يعجن” جيداً، يحتاج إلىّ كي أمسك أصابعه الصغيره وأعلمه كي يقبضها على العجين، الطفل لا يعرف معاني المواد الغذائيه بالألمانيه، ينتظر مني أن أعلمه معنى الدقيق، الزبده، الخميره ، الطفل الصغير لا يخفي فرحته بتعلمه شيئاً جديداً، يقفز فرحاً طلباً للخبز الذي صنعناه سوياً، لا يجد غضاضه في أن يلف أصابعه الصغيره حول عنقك ليقبلك… هو يحتويني وأنا أحتويه، ياله من شعور جميل 
من يعرفني يعلم كم أحب الصغار، أحب الرضّع من سن يوم إلى ثلاث سنوات.. ظللت أفكر لماذا أحب هذا السن، وتوصلت اليوم للإجابه بعد انتهائي من العمل مع الأطفال، إنه الشعور بالاحتياج لي، طفل صغير لا يقوى على فعل الشيء لنفسه يحتاجني لأساعده، رضيع لا يقوى على فعل شىء يحتاج من يساعده و يحتضنه، ” الاحتياج لي” شعور جميل
أما الكبار، يستطيعون بسهوله الامساك بالمضرب، يعرفون أغلب معاني المواد الغذائية، يفردون العجين بمهاره، لا يحتاجون لأيد تطوق أجسامهم الكبيره، ولأنهم يفعلون كل شىء لا يحتاجون إليك كما يحتاجك الصغار 
الشعور بالاحتياج… لا أعلم إن كان شعورا صحياً سوياً أم أنه شعور غريب بحاجة لمعالجة، لا أعلم سوى أنه يغمرني، سوى أن يرضيني، سوى أنه يربت على قلبي ويشعرني بالراحة والسعاده 
فلترفع الكفوف الصغيره يدها في حنوٍ إلىّ وليحنو كل منّا على الآخر ❤️

‎١٢-أكتوبر-٢٠١٨

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *