الغريب يطرق الباب

جلست وحيدة بالمنزل بعد يوم طويل متعب ، استعددت للنوم، مارست كل طقوس النوم لعلي أنام اليوم نوماً هادئاً بدون قلق أو عقاقير، وفجأة وقبل خلودي للنوم وجدت طرقات عنيفة على باب غرفتي ، انخلع قلبي، أنا وحدي بالمنزل فمن الطارق؟ وكيف له أن يعبر من باب الشقة ثم يطرق باب غرفتي هكذا؟
هل أفتح الباب؟ أم أتجاهله ؟
ازداد الطرق على الباب عندما تأخرت في فتحه ، خطوت خطوات بطيئة لا أجد بيدي غير مزهرية ثقيلة أحملها في محاولة مواجهة هذا المجهول، فتحت الباب فإذا بأبي الذي غاب عنا منذ سنوات وقميصه الأبيض ملطخ بدماء على صدره
يا إلهي، أبي !
ارتميت بحضنه وضربات قلبي تتسارع ، أين كنت وماذا حل بك ولماذا تركتنا ؟
سألته أسئلة عديدة ولكنه لم يجب على أحد منها
بكيت بكاء الطفلة تحت قدميه ، لا تتركني فأنا وحيدة بدونك ولا أجد من يقويني ويعينني على تلك الحياة الخشنة
أبي لماذا لا تجيبني؟
وقف بدون حراك
استيقظت من نومي لأجد نفسي ملقاة على أرض الغرفة بيدي تلك المزهرية الثقيلة ودموعي تبلل وجنتيّ
وتلك العقاقير اللعينة بجانبي
أبي !
ظننتك سوف تأتي يوماً لتضمد جراحي !
———-
بقلم لبنى الحو
من ورشة ماراثون الكتابة
ما شعوركم عندما قرأتم النص؟
