قهر الرجال

رأته يقف بعيداً وهي خارجة إلى محبسها لا تعلم مصيرها
قد تُسجن عده أعوام ظلماً
قد لا تراه ولا تشتمّ عطره لسنوات
كانت مقيدة اليدين
ممسكٌ بذراعها عسكريٌ ضخم الجثه يأبى أن يُفلت ذراعها من قبضته
بمجرد خروجها تلاقت أعينهما
رأت الانكسار في عينيه، دموع الحزن تملؤها
بل دموع عجزه كرجل أن ينقذ حبيبته
أسرعت نحوه مفلتهُُ قبضة العسكري
فتحت ذراعيها المقيدتين لتحوط بها حبيبها
فلا تفلت منه بسهوله إذا ما جذبها أحد
قبّلته قبله حانيه على شفتيه، وقالت له ” لا تخف ولا تحزن أنا بخير وسأكون بخير”
لم تهنأ بتلك اللحظات حتى وجدت ألف كف تمتد إليها لتجذبها بعنف وتدفع بها إلى السياره
ودعته بعينيها
حاولت التماسك أمامه كي لا ينهار
مُحطمةُ هي والانهيار ليس إختيار
ولكن ما إن نظرت إليه حتى رأت الدموع تفيض من عينيه
لم تفلح محاولاتها للتماسك أمامه ليشعر بما يجيش في صدرها من خوف وحطام فشلت في إخفائه
لطالما تعوذت من ” غلبه الديْن و قهر الرجال” ظناً منها بألا يرزقها الله بمن يقهرها
لم تعلم بأن التعوذ في هذا الموضع معناه ألا يُقهر رجال الأمه
وها قد جاء اليوم الذي وجدت نفسها سبباً في قهره كرجل عجز أن ينقذ حبيبته.
