كُحل حبهان-عمر طاهر

أول مرة أقرأ لعمر طاهر ولعلها لن تكون الأخيرة، الرواية لطيفة، أحببت قرائتها في بضعة أيام قليلة، اليوم سأبدا بسرد المزايا قبل العيوب على غير عادتي
مزايا الرواية:
١- جميلة هي الرواية التي تأخذك لزمن آخر، فما بالك برواية تأخذك لزمن الثمانينيات والتسعينات؟ هذا أمر لن يُقدّره إلا أبناء جيلي، تجد نفسك مبتسماً سعيداً بعودة روحك لتلك الأجواء، فيضيف إلىك شيئاً مختلفاً.
٢- قدره ومهارة فائقه في وصف الطعام غير عادية، وبالكتابة يثبت لنا الكاتب أن ” أقرب طريق لقلب الرجل معدته”
٣- أكثر ما يبهرني في رواية قدرة الكاتب في الوصف، يعطيك تصوراً أنه لا يفكر في الكلام بل إن الموقف والأشخاص والأحداث ماثلين أمامه وهو لا يفعل شيئاً سوى وصف ما يرى بدقة وسلاسة، إنها بالفعل موهبه فذة
٤- المشاعر الإنسانيه ووصفها بين كل أفراد الرواية دافئة، شديده الدفء، مشهد وفاة الجدة ” كوكب” رائع أثار شجوني و جعلني أنتحب، ذكرني بتأثري بوفاة ” مريمة” في رواية ” ثلاثية غرناطة” وكانت أيضاً جدة، فمالي أتأثر بوفاة الجدات؟ لعله الربط بينهن وبين جداتي! فلا أملك دموعي حينها
٥- علاقة حب أبوه لأمه جعلتني أحلق عالياً، رجلُ صلب من الخارج هش ورقيق من الداخل، يحب ويغير، شديد مع الكل إلا زوجته، ربما هذا هو المعنى الحقيقي للحب، أن يكون حبيبك معك أنت ليس كما هو مع أي امريء آخر، وقتها تشعر بالخصوصيه وأنك مختلف عن الجميع، وأن لك مكاناً مختلفاً ومعاملة مختلفة عن الكل
أما لِما أجد من مآخذ على الرواية:
١- ماقصة الرواية؟ لم أجد مشكلة بحاجة لحل! أو صراع يجعلني كقارئة متحيرة أنّى للكاتب أن يأتي بحل لها، الوصف بالرواية أخّاذ ولو كان للرواية قصة أعمق لغدت في منافستها للروايات العالمية، وفي رأيي كان ذلك ظلماً للرواية
٢- تطرق الكاتب لقصة ضرب الولد من والده ثم وفاة الجدة وفي النهاية تطرق لاستكمال آثار ضرب الولد في وجود الجدة مما أربكني كقارئه
تلك ملاحظاتي ليس كناقده ولكن كقارئه
رواية ” كُحل و حبهان” رواية جميلة أوصي بقرائتها
