قواعد العشق الأربعون-إليف افاق

في الحقيقة أنا لم أقرأ هذا الكتاب كاملاً، وهذا مخالفاً لطبيعتي فأنا لا أشتري كتاباً أو رواية -مهما بلغت درجة تفاهته أو مللي منه- إلا وأعكف على استكماله، ربما تحضرني دائماً مقولة العقاد ” لا يوجد كتاباً لا أستفيد منه، حتى الكتاب التافه أتعلم منه كيف يفكر التافهون!” و أزيد على ذلك بأن تَركي لكتاب دون استكماله يشعرني بالفشل والإخفاق في استكمال مهمة.
ولكن بالرغم من أن هذا الكتاب لقى دوياً وشهرة واسعة بل واستحساناً ممن قرأه، أجدني أخالف تلك القاعدة التي وضعتها لنفسي!
قصة الرواية تتراوح أحداثها بين الأيام المعاصرة حول كاتبة تكتب تقييمها لبعض الكتب وتنشأ قصة حب بينها وبين كاتب بعيداً عنها لم تلتقي به من قبل يتحدث كتابه عن حياه شمس الدين التبربزي وجلال الدين الرومي.
القصة تتفاوت في كتابتها بين التشويق الشديد الذي يشوبه بعض الملل ولكن لم يكن هذا السبب الذي جعلني أتوقف عن استكمالها، بل كان السبب مخالفتها في مواضع عديدة لما تربيت عليه من ” عقيدة أهل السنة والجماعة”، الرواية ذات طابع صوفي وعلى الرغم من أني لم أدرس عقيدة وقت أن قرأتها ولكن بالفطرة وجدت بعض تعبيراتها شاذة عن فطرتي، لا أستسيغ ما أقرأ على الرغم مما يبدو عليه الكلام من سلاسة
ومن تلك العبارات التي أزعجتني:
– ” لذلك عندما سألني شمس هذا السؤال، لم يكن في نيته عقد مقارنة، بل كان يريد أن يعرف مدى استعدادي للمضي في محو شخصيتي حتى أذوب مع الله”
– كيف يمكنهم تصوّر أن الله يمكن أن يكون محصوراً في فضاء محدود وهو الذي يقول ” ما وسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن” ( هل هذا حديث قدسي صحيح؟؟!!)
– ” هل يظن هؤلاء الله بقالاً يزن حسناتنا وسيئاتنا في ميزانين منفصلين؟ “
وغيرها من بعض العبارات التي لم تروقني فتركت الرواية عن طيب خاطر انتصاراً لعقيدتي، وعلى الرغم من سعة صدري في القراءة عن كل ما قد يخالف ديني وعقيدتي ولكن ما أزعجني إلصاق تلك العقيدة بعقيدتنا وهذا الكلام بتعاليم ديني
ربما يختلف رأيي عن البعض، ولكن المجال مفتوح للمناقشة، قد تقنعني وقد أقنعك وقد لا يقتنع أحدانا برأي الآخر ولكن تبقى المودة والاحترام
