الأطفال سهل حبهم صعب تهذيبهم

تقييمي للكتاب ٥/١٠
تصفحت مكتبتي الصغيره لأحصر الكتب التي لم أقرأها بعد فوجدت بما يقرب من عشر كتب تتحدث عن تربيه الأطفال، فعقدت العزم على قرائتهم متتاليين حتى يحصل لي التغيير والتأثر بما قرأت قبل أن يفوتني القطار لأن الأبناء يكبرون ولا أريد الندم على عدم القراءه عندما يتغيرون ويفوت وقت محاوله تغييرهم للأفضل
كان ذلك أول كتاب ولشد ما أصابني من خيبه الأمل، وإليكم إنطباعي عن الكتاب في نقاط وكالعاده أسرد عيوبه قبل فوائده
1. الكتاب ممل جداً، لا أعلم لماذا أجد الكتب المترجمه -بعضها – مملاً، تعيد وتزيد الكاتبه في المعلومه في عشرات الصفحات حتى تصيبني بالملل الشديد، عدد صفحات الكتاب ٣٨٥ صفحة، كان من الممكن في إعتقادي إختزالها ل ١٥٠ صفحة
2. الكاتبه مثاليه و تفترض المثاليه الشديده في التعامل مع الطفل، حتى في المواقف التي تتصرف فيها الأم بإنضباطيه عاليه أرى الكاتبه تنتقدها وتشير إلى تصرف آخر كان الأمثل من وجهه نظرها مما يصيبني ذلك بالإحباط الشديد، فأنا كأم لثلاثه أطفال أرى أني أرتكب الكثير من الأخطاء عند تربيتهم منها عدم ضبط النفس و الردود التي قد تكون غير لائقه أو في غير موضعها ، وكنت أطمح أن يساعدني الكتاب ويحفزني على معالجة عيوبي ومع ذلك يأتي هذا الكتاب لي ليكشف مدى قبحي أمام نفسي و يشعرني باليأس حيال إنصلاح حالي كأم فأفقد الأمل بإنصلاح حالي قبل أبنائي وأتوه في طرق التربيه السليمه لأجد نفسي بِتُ أسوأ من الأول لفقداني الأمل في أن أصل لما تتحدث عنه الكاتبه
3. الكاتبه ضد العقاب، وضد أن أخوف أبنائي في محاوله لتحفيزهم على فعل الشيء، ” إذا لم تنهي فروضك المدرسيه فلن تلعب مع أصدقائك “، ” إذا قمت بالبصق في طعام أخيك فسوف تجلس في الغرفه المجاوره لتأكل وحدك ” كلمات كتلك مرفوضه تماماً مع إني كمربيه إن استغنيت عنها فيجب أن أعترف بأن ٨٠% من مطالبي لأبناءي لن تتحقق!! الكاتبه تطالب التربيه بالحب لا التربيه بالخوف، لم تصلني المعلومه ولكني شعرت بأنها ضرباً من الخيال و غير منطقيه البته
والآن أجمع بعض النقاط التي أعجبتني بالكتاب:
1. أعجبني في بدايه الكتاب تشديد الكاتبه على أهميه الإحساس بالغير والتماس العذر له و ضربت مثالاً عند قيادتك السياره إذا ما قاد أحدهم بعنف أمامك، فيمكنك بدلاً من شتمه أمام أبنائك أن تقول ” لعل له عذراً يجعله في عجله من أمره ” مما يعلم الأبناء التماس الأعذار للغير
2. تطلب الكاتبه من الآباء التركيز على الأمر الإيجابي بدلاً من التركيز على الأمر السلبي وقالت عباره تُنقش من ذهب، ألا وهي “إذا قمت بالتركيز على شيء فسوف تحصل على المزيد منه”، لذلك لا يجب عليك قول ” لا تقم بالضرب” فهذا أمر سلبي ولكن البديل الإيجابي ” تحدث عن مشاكلك”، وكذلك كلمات. مثل ” توقف عن البكاء” ” توقف عن إزعاجي” ” لا تلمس المصباح”… تذكر ” إذا قمت بالتركيز على شيء فسوف تحصل على المزيد منه”
3. من الأمور التي أعجبتني تعليم أبنائنا أنه -” ليس من الغريب ارتكاب الأخطاء وهذا جزء من طبيعتنا كبشر” – ” إن لك الحق أن تضع نفسك أولاً أحياناً ( ليس من الأنانيه)” – إن لك الحق في طلب المساعده والدعم المعنوي” – ” إن لك الحق في عدم تحمل مسؤولية حل مشاكل الآخرين” – ” من حقك تفكر وتشعر بالطريقة التي تريدها بغض النظر عن ردود فعل الآخرين”- ” إن لك الحق في الرفض” -” إن لك الحق أن تحظى بالتقدير على عملك وإنجازاتك”
4. من الأمور اللطيفه توجيه المُربي ألا يكون مباشراً في توجيه نقده لابنه، فبدلاً من قول ” إنك سيء الخلق لأنك قمت بمقاطعتي” نقول ” عندما تقوم بمقاطعتي أشعر بالغضب” ( هنا تنتقد الفعل لا الفاعل) وبدلاً من قول ” ما هذا الذي أصابك؟ ما الذي قمت بفعله؟ ” يمكنك قول” يبدو أن هناك شيئا يزعجك، إنني أشعر بالقلق تجاه ذلك”
5. ” لقد اكتشفت أنني عندما أستطيع التوقف عن إصدار الأحكام على الآخرين فإنني أتوقف أيضاً عن إصدار الأحكام على نفسي وعندما لا أكون في حاجة إلى إصدار الأحكام سأتوقف عن تقسيم العالم إلى ” الجيد” و ” السيء” وسيتدفق الحب في كلتا الطريقتين”
6. عندما يفعل إبنك أمراً سيئا فبدلاً من تعنيفه اذكري مبرره، على سبيل المثال إذا قام بضرب أخيه لأنه لا يلعب معه فيمكنك القول ” لقد رغبت في شد انتباه أخيك إليك حتى يلعب معك؟ في المره القادمه يمكنك أن تتحدث معه وتطلب منه اللعب وهو سوف يتفاعل معك “
7. نفس الشىء إذا قال لك ابنك ” إنني أكره المدرسه، إنني أكره معلمي، إن السيد ترامبل شخص أحمق”، الطريقة الصحيحه للرد هي” إنك ترغب في إخباري بمدى شعورك بالاحباط في المدرسة ( هي تعلمه التعبير عن مشاعره) وأنك تمر بيوم عصيب بالمدرسه مع معلمك، لا يمكنك أن تصف معلمك أو أي شخص آخر بصفات سيئه، إن ذلك شىء جارح ومؤذ، عندما تشعر بالاحباط من معلمك قل إنني أشعر بالاحباط من السيد ترامبل ولنتحدث عن كيفيه سير الأمور في المدرسة
8. وأخيراً أود الإشاره بأن الأم الشديده الحزم في تربيتها لأبنائها قد يطيعونها وهذه طاعه مؤقته ولكن التربيه الإيجابيه هي التي لا تؤتي ثمارها إلا بعد فتره زمنيه طويله لتجني آثار ما زرعت وهذا يتطلب الكثير من الثقه وضبط النفس
وفي النهاية أود الإشاره أن الكتاب قد يكون مفيداً لغيري، مفيداً لأم ناجحه في تربيه أبنائها وتبحث عن الكمال أما أنا فأتعثر في خطواتي وبحاجة لكتاب آخر يطمئنني ويسير معي بخطوات متمهله حتى أشعر ببعض التقدم

تعليق واحد