ليست عذراء- دينا عماد

تلك هي ثاني روايه أقرأها للكاتبه بعد روايتها #تحت_سقف_واحد والتي كتبت عنها من قبل، ومن دواعي سروري أن أكتب تعليقي على تلك الروايه أيضاً
1. تحيه للكاتبه ولكل كاتب يهتم بإختيار اسم لروايته جذاباً، يقولون “الجواب يبان من عنوانه”، ولكني أقول أن الكاتب الذكي هو الذي ينجح في إختيار اسم لروايته يثير حوله علامات الاستفهام، ويجذب القراء لشراء الروايه لاستكشاف ما بها وهذا ما حدث مع تلك الرواية
2. أحد أسباب استمتاع القارىء بالرواية وحكمه عليها، هو عدم ملله منها أثناء القراءه، وأستطيع أن أجزم بأن الملل لم يعرف سبيلاً لي عند قرائتي لتلك الرواية
3. فاجئتني نفسي بأنني طوال قرائتي للروايه كنت ” عاقدة الحاجبين”، ضربات قلبي تأرجحت في بعض الأحداث ليس خوفاً وإنما ترقباً
4. أجمل ما بالروايه رسالتها، هي صفعة لكل من يربي أولاده تربيه منغلقه، ويكتفي بعدم رعايته لهم نصب عينيه، صفعة لكل مُربي لا يتعهد أبناءه بالحديث والحوار والاطلاع على كل شيء في هذه الحياه تحت ناظريه وتعليمه وتوجيهه وتقويمه، فتخرج أجيالاً بيضاء الصفحة، إن غاب عنها قائدها من أب أو جدة أو قائد تتوه وتضل، فلنحذر و ندرك كيف نربي أبنائنا على مباديء ودين وكيف نترك لهم الحبل قليلاً كي يتعلموا إدارة تلك الحياة وحدهم وكيف يتصرفوا في المواقف الموحشة دون خوف
5. كنت لوقت قريب أهاجم الكتابات بالعاميه، وأدافع بشده عن الفصحى التي كنت ولازلت أنحني لكاتبيها، ولكني بعد قرائتي لعدد من الروايات والكتب المكتوبة بالعاميه، لابد أن أعترف بأنها تضيف شيئاً، تضيف قرباً من القاريء ولا شك، تضيف سرعةً في القراءه تعينك على سرعة الانتهاء من الكتاب مما يجعلك سعيداً بالإنجاز في القراءه ويجعلك تركض إلى مكتبتك لتقرأ كتاباً آخر… لذلك نصيحتي لكل من ابتعد عن القراءه لفتره طويله ويريد العودة، أو كل من أنهكت روحه المراجع والدراسات والقراءات العميقة، لا بأس في قراءة رواية أو كتاب بالعامية تخرج منه بمزاج آخر وروح أخف
6. الربع الأخير من الرواية لم يروقني، شعرت بأن مشكلة القصة كانت قد حُلت في الرواية و أن ماتبقى منها لم يكن خادماً لهدف الرواية وموضوعها الأساسي، إعتراض توفيق على الشقة لم يكن مناسباً لشخصيته الانتهازيه التي سارعت بإسترداد ثمن زيجة إبنه يوم فشلها، قصة ” أمنية” لم تكن على علاقة بموضوع القصة، مع علمي برغبة المؤلفه في بيان نضج البطلة و قوتها بعد ما مرت به، تسمية الطفل الثاني بإسم ” حمزة”! لا أعتقد بأن رجلاً يتسم بالغيرة كفارس قد يقدم على تسميه ولده باسم حبيب زوجته الأول حتى وإن كان هذا الحبيب إبن خالته ومتوفي، فلا يوجد رجل مهما بلغت طيبته قد يقدم على ذلك!
وفي النهاية، #ليست_عذراء رواية لطيفه وخفيفه ولم تستغرق مني وقتاً فأوصي بقرائتها
