أمريكا التي رأيت- سيد قطب

فى بدايه الأمر أود التنويه لعدم إنتمائي لأي تيار سياسي أو ديني، ولا أعلم متي أو من أين حصلت على هذا الُكتيّب الصغير ولكني وجدته فى مكتبتي وأنا أنظفها وشجعني على قرائته صغر الكتاب، فهو خمسون صفحة فقط يمكنك قرائتها فى أقل من ساعه، لذلك سوف أكتب رأيي عن الكتاب بحياديه تامه، متجاهله الإنتماء السياسي أو الديني للكاتب
– انتُدب سيد قطب للولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٤٨ وكتب في هذا الكتاب إنطباعه عن الأمريكان
– على الرغم من عدم معرفتي بالأمريكان لأني لم أسافر قط إلى الولايات المتحده ولم أعاشرهم إلا أني وجدتني أختلف معه كثيراً في رأيه عنهم، ولعلي ألتمس له عذراً وحيداً في أنه ربما اختلف الأمريكان في عام ٤٨ عن هؤلاء فى عام ٢٠١٨!
– إنطباعي عن الأمريكان ( ولعله إنطباع خاطىء) بأنه شعب طيب وعملي ، ويجب أن نفرق بين الحكومه الأمريكية والتي لا أختلف أبداً فى نواياها الخبيثه وبين الشعب الأمريكي، ولكن رأيي هو بالطبع عكس رأي سيد قطب عن هذا الشعب الذي يراه بدائياً، معجباً بقوته العضليه والماديه مستهيناً بالعقل والمبادىء والأخلاق!! محارباً بفطرته محباً للصراع ( مدللاً بذلك قتالهم للهنود الحمر ثم الاتينيين ثم حربهم مع إنجلترا من أجل الاستقلال ثم حرب ” إبراهام لنكولن” لتحرير العبيد ثم الحرب العالمية الأولى ثم الثانية)
– كما يرى سيد قطب بأن الشعب الأمريكي لا يضع للموت قدسيه، وأشار لعده وقائع عاصرها بنفسه على سبيل المثال إذا مات أمريكي فإن أصدقاؤه بعد أن يودعوه ويلقوا عليه النظره الأخيره، يجتمعون حوله وهو فى تابوته ويلقون الدعابات والفكاهات حوله والتي تعقبها بضحكات وقهقهات! وكذلك حديث لإحدى السيدات التي مات زوجها منذ ثلاثه أيام وهي سعيده وتتباهى بأنها كانت حسنه الحظ فقد كانت مؤمّنّه على حياه زوجها فلم تكلفها وفاته أو علاجه مادياً ثم ضحكت فى آخر الحديث!
– تحدث عن تساهل الأمريكان فى العلاقات الجنسيه بين الشباب وتساهل الآباء وكذلك الكنيسه فى هذا الأمر وذلك أمر يمكنني تصديقه والاتفاق معه
– ويستمر الكاتب فى التقليل من شأن الأمريكان فى تذوقهم للفن من موسيقى ورسم وغيرها ورغبتهم فقط التباهي بعدد الأصدقاء أو بما رأوا من قطع فنيه، مجرد التباهي هو المحرك الرئيسي له لحضور مثل تلك المعارض والحفلات!
– حتى الطعام لم يسلم من انتقاد الكاتب، فانتقد الأمريكان لاضافتهم السكر على البازلاء والملح على البطيخ!
– وآخر ما أضاف بالكتاب ” إن ذلك لا يعني أن الأمريكان شعب بلا فصائل وإلا لما أمكنه أن يعيش، ولكنه يعني أن فضائله هي فضائل الإنتاج والنظام، لا فضائل القياده الإنسانيه والاجتماعية، فضائل الذهن واليد لا فضائل الذوق والشعور”
ورأيي المتواضع :
أحسن الظن بالكاتب ولكني أعتقد أنه تأثر بكرهه للاستعمار الإنجليزي آنذاك بمصر بأن عمم تجربه كرهه على كل ذي أصفر، وأنه كبّر مساوئهم – ولن أختلف معه فى ذلك- ولكن كما أشاد بنجاحهم فى الانتاج والنظام كنت أطمح كقارئه ومن باب الإنصاف أن يشير لأمثله للاشاده بهم والتعلم منهم فى هذا الجانب، ولكن سيد قطب ذمهم فى كتابه ذماً شديدا غير منصفاً، ولعله لو رأى الآن تقدمهم و إنصافهم للبعض بغض النظر عن دينه وعرقه ولونه لكان قد غير رأيه كثيراً!
وفي النهاية أتمنى ممن عايش الأمريكان أن يحكي بإنصاف عن هذا الشعب ( شعباً لا حكومهً) وإن كان ماقيل فى كتاب سيد قطب صحيحاً مع مرور الأعوام أم تغير
