قليل دائم خير من كثير منقطع

في يوم ما كان لدي قائمة من الأعمال العاجلة ، بدأت بها صباحاً وانتهيت منها باكراً أيضاً وأنا كلي نشاط، وكم سعدت بذلك !
ولكن وجدت نفسي في نشاط مستمر ، فلم لا أنجز المزيد من الأعمال؟!
فقررت بدأ المزيد من الأعمال التي لم تكن في خطتي ، لاستغلال هذا النشاط واستكمالاً للنجاح الذي حققته صباحاً ولأني أعلم أن نشاط المرء يقل مع اقتراب الشمس من المغيب ، لذلك استمررت في العمل قبل أن يغيب نشاطي مع غياب شمس يومي
سعدت جداً بهذا اليوم كلما تأملت نشاطي وما حققته من إنجاز هائل لم أكن قد خططت له
ولكن هل تعلم ماذا حدث بعد ذلك؟
استيقظت اليوم الذي يليه وأنا في حالة غريبة من الإنهاك ، على الرغم أني أخذت كفايتي من النوم ، ولكن انتابتني حالة من عدم الرغبة في فعل أي شئ ، شعرت أني مرهقة ولا أقوى على بذل أي مجهود
فهمت بالطبع سبب تلك الحالة وعلمت أن الأمر قد يستمر معي لبضعة أيام إضافية
نحن نخطط لأهدافنا وقائمة أعمالنا بإعتدال ، فلا تفرح إذا انتهيت مبكراً من أدائك الناجح لأعمالك وإنجازك له ، استمتع بهذا الإنجاز وامنح نفسك بعض الترفيه والراحة باقي اليوم ، على أن تستكمل أداء باقي مهامك في اليوم الذي تليه ، لأن عملك في يوم بالمهام المتتالية المتراكمة- وإن كان شئ يبدو أنه إنجاز عظيم- إلا أنه سوف ينهكك ولن تستطيع الاستمرار بهذة الطريقة الدؤوبة لبضعة أيام متتالية، بل ستخور قواك في اليوم الذي يليه
فتكون محصلة أدائك في أسبوع كامل وربما لمدة شهر قليلة
ولكن
إن أتممت القليل من العمل في أيام متتالية بنفس الدرجة فسوف تحصل على نتيجة متميزة بنهاية الأسبوع
الأهم من ذلك أنك تكون قد نجحت في بناء “عادة العمل الدؤوب اليومية” وهذا ما يفرق بين الإنسان المعتاد على الإنجاز والناجح ، والإنسان صاحب الإنجاز اللحظي والذي لا يقود إلى أي نجاح مستمر أو إنجاز حقيقي
تذكر دائماً أن ما يهم ” بناء عادات صحية”
و أن “قليل دائم خير من كثير متقطع “